الواحد. آمين
وقت
المحاكمة يقول البشير مرقس 14: 61-64: "أما هو فكان ساكتاً ولم يجب بشيء. فسأله رئيس الكهنة أيضاً: أأنت
المسيح ابن
المبارك؟ فقال يسوع: أنا هو. فمزق رئيس الكهنة ثيابه وقال: ما حاجتنا بعد إلى
شهود؟ قد سمعتم التجاديف. فحكموا عليه أنه مستوجب الموت".
أليس هذا غريبا؟ ماذا قال المسيح حتى يمزق رئيس الكهنة ثيابه ويكسر الوصية
لاويين 10: 6، معرضاً نفسه للموت؟ وما هي التجاديف التي قالها المسيح حتى تجعل رئيس
الكهنة في غير حاجة إلى شهود، ويصدر الحكم فوراً بالموت؟ لقد قال: "أنا هو".
في
لغتنا
العربية الجميلة "أنا هو" لا تعني شيئاً يستوجب كل غضب رئيس الكهنة! لكن في
اللغة الأصلية التي سمعها السامعون وقتها تعني
اسم الجلالة الله "أنا هو الذي أنا
هو" (
خروج 3: 14).
فحينما سأل رئيس الكهنة السيد المسيح: "أأنت ابن المبارك؟" قال له: "أنا الله".
فحقَّ للرئيس أن يمزق ثيابه ويقول: سمعتم التجاديف! إنسان يقول عن نفسه إنه الله.
إنه مستوجب الموت.
يوحنا 10: 33: "أجابه اليهود قائلين: لسنا نرجمك لأجل عمل حسن بل لأجل تجديف، فإنك وأنت إنسان
تجعل نفسك إلهاً". ثم قلت لها: إن المعول عليه هو اللغة الأصلية وفهم السامعين
لها؟ لقد فهم سامعو المسيح ما يعنيه بكلامه، فقد كان يعلن لهم أنه الله.
يوحنا 19: 7: "أجابه اليهود (أجابوا
بيلاطس الوالي): لنا ناموس، وحسب ناموسنا يجب أن يموت،
لأنه جعل نفسه ابن الله". ثم صرخوا: "اصلبه! اصلبه!". فقال لهم
بيلاطس:
"خذوه
أنتم واصلبوه لأني لست أجد فيه علة". فأجابه اليهود بالقول السابق، والذي فهموه
من كلامه معهم.
"إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه".
أضاف إلى اسم المسيح الاسم: روح الله، وكأنه يريد أن يثبت الفكرة الأولى لمن يشك
في أنه الله فيقول عنه إنه أيضاً روح الله. وهل هناك فرق بين الله وروحه؟!! أليس
الله وروحه واحداً؟ فكم بالحري إذ كان المسيح كلمة الله وروحه أيضاً؟!! أليس هذا
تأكيداً على
ألوهية المسيح؟!!
سورة مريم 19: 34 "ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون (أي يشكون)".
عيسى قول الحق؟!!! ومن هو الحق؟ إنه الله سبحانه. لم يقل إن عيسى عنده الحق، أو
يعرف الحق، بل هو نفسه الحق. فهل هناك تأكيد أكثر من ذلك على أن المسيح هو الله!!!!
هذا المقال منقول من موقع كنيسة الأنبا تكلا أختم حديثي معك بما قاله أستاذ جامعي كان يوماً ما "لاأدرياً" ثم آمن بالمسيح،
قال:
"أحاول أن أمنع من يجرَّب أن يقول: إني اقبل المسيح كمعلم أخلاقي عظيم، ولكني لا
أقبل دعواه بأنه الله، فهذا ما لا يجب أن يقوله عاقل!! فلو جاءك شخص لا تعرفه
وقال لك: أنا الله!!! وتركك قبل أن تسأله البرهان، فماذا يكون رد فعلك؟
هناك احتمالان: # إما أن يكون صادقاً في دعواه، فأنت لم ترَ الله قبل ذلك ، لأنه لا يراه أحد
ويعيش، لكن في ذات الوقت الله يستطيع أن يكون في الهيئة التي يريدها، لذلك
فاحتمال الصدق وارد.
# وإما يكون كاذباً!! وفي هذه الحالة هناك احتمالان:
# إما يكون كاذباً ولم يعرف أنه كاذب فيكون مخدوعاً عن إخلاص وبذلك يكون
مجنوناً..
# أو يكون كاذباً ويعرف أن ما يقوله كذب، فأعطى الصورة الخاطئة عن قصد، فيكون
بذلك مخادعاً.. ولو ترك نفسه لحكم الموت نتيجة لهذا الادعاء الكاذب، لكان
أحمق..
فلو طبقنا هذه النظرية على السيد المسيح (مع الاعتذار الشديد) الذي قال كما ذكرت
إنه الله، فهناك احتمالان:
إما أن يكون صادقاً، وليس أمامك إلا أن تسجد له وتقول: "ربى وإلهي".
أو يكون كاذباً، فلو كان كذلك لكان هناك احتمالان:
# كاذباً عن إخلاص، أي لم يعرف انه كاذب، فيكون بذلك مخدوعاً، فيكون مجنوناً!! فهل
كان المسيح كذلك؟؟!!! حاشا وألف حاشا. لقد شهد أعداؤه قبل أصدقائه قائلين:
إنجيل متى
13: 54 "ولما جاء إلى وطنه كان يعلمهم في مجمعهم حتى بُهتوا وقالوا: من أين لهذا هذه
الحكمة والقوات؟".
أنجيل
مرقس 6: 2، 3 "ولما كان السبت ابتدأ يعلم في المجمع. وكثيرون إذ سمعوا بهتوا قائلين: من أين
لهذا هذه؟ وما الحكمة التي أُعطيت له حتى تجرى على يديه قوات مثل هذه؟ أليس هذا
هو النجار ابن مريم؟".
انجيل
لوقا 2: 52 "وأما يسوع فكان يتقدم في الحكمة والقامة والنعمة عند الله والناس"
واسمع
ما يقوله القرآن في سورة آل عمران 3: 45 عن السيد المسيح "وجيهاً في الدنيا
والآخرة ومن المقربين".. الذي لم يفعل خطية وهو الشفيع في الآخرة!!!! إذاً ليس أمامنا إلا افتراض آخر: إنه كاذب وهو يعرف ذلك. فكيف يعلم
تلاميذه الصدق
ويقول: "ليكن كلامكم نعم نعم لا لا، وما زاد على ذلك فهو من الشرير"؟؟
ثم لو كان يعرف أنه كاذب، وأن نتيجة ذلك أنه سيُساق إلى
الموت صلباً لما سكت، بل
أعلن فوراً كذبه لأن الحياة غالية، أو قُل إنه واتته فرصة ذهبية للخروج من هذه
الورطة حينما قال له
بيلاطس: "أما تكلمني؟ ألست تعلم أن لي سلطاناً أن أصلبك
وسلطاناً أن أطلقك؟"!!! فيعلن فوراً كذبه ويعتذر عن كل ما قال. لكن اسمع بماذا
أجابه يسوع:
"لم يكن لك عليَّ سلطان البتة لو لم تكن قد أُعطيت من فوق".
إذاً هذا الفرض أيضاً مرفوض. فلا يبقى أمامنا إلا الاحتمال الأول، وهو أنه الله
الواجب العبادة.
لماذا ينبغى لنا أن نؤمن بالمسيح يسوع؟ لأنه ببساطة هو الإيمان الحقيقى، وهو لذلك على قدر كبير من الأهمية. ولكن كيف
نعرف انه الإيمان الحقيقى؟ انه يمكننا إختبار حقائق
الإيمان المسيحى، لأنها ترتكز
على وقائع تاريخية، أى على
حياة و
موت و
قيامة يسوع المسيح. ان إيماننا المسيحى
يرتكز على مصادر تاريخية موثوق بها. ويسوع نفسه يعطى الدلائل اليوم على انه حى
وعلى انه يُخلِص الذى يؤمن به.
من هو يسوع؟ مما لاشك فيه ان يسوع شخصية فريدة من نوعها فى التاريخ البشرى، حتى اننا نقسم
التاريخ إلى قسمين أحدهما قبل والآخر بعد مجئ يسوع.
ان يسوع كان ومازال
ابن الله. وان كان بعض الناس يقولون انه كان فقط احد الحكماء
الدينيين، ولكن هذا القول لا يثبت أمام الحقائق التالية مطالبه وحقوقه: لقد قال
يسوع انه ابن الله وانه والآب واحد، وهو قام بغفران الخطايا على الأرض، وهو سوف
يدين العالم فى يوم الدين على موقفنا تجاهه.
واليك بعض الآيات: قال يسوع "انا والآب واحد" (
يوحنا 10: 30)، "فلما رأى يسوع
ايمانهم قال
للمفلوج (المُقعد
- الكسيح)يا بنيّ مغفورة لك خطاياك. وكان قوم من الكتبة هناك جالسين يفكرون في
قلوبهم لماذا يتكلم هذا هكذا بتجاديف. من يقدر ان يغفر خطايا الا الله
وحده. فللوقت شعر يسوع بروحه انهم يفكرون هكذا في انفسهم فقال لهم لماذا
تفكرون بهذا في قلوبكم. أيّما ايسر أن يقال للمفلوج مغفورة لك خطاياك؟ أم
أن يقال قم واحمل سريرك وامش؟ ولكن لكي تعلموا ان لابن الانسان سلطانا على
الارض ان يغفر الخطايا. قال للمفلوج لك اقول قم واحمل سريرك واذهب الى
بيتك. فقام للوقت وحمل السرير وخرج قدام الكل حتى بهت الجميع ومجّدوا الله
قائلين ما رأينا مثل هذا قط." (
مرقس 2: 5-12)، قال يسوع "لانه كما ان الآب يُقيم الاموات
ويُحيي كذلك الابن ايضا يُحيي من يشاء. لان الآب لا يُدين احدا بل قد اعطى كل
الدينونة للابن. لكي يُكرم الجميع الابن كما يُكرمون الآب. من لا يُكرم الابن لا
يُكرم الآب الذي ارسله. الحق الحق اقول لكم ان من يسمع كلامي ويؤمن بالذي ارسلني
فله حياة ابدية ولا يأتي الى دينونة بل قد انتقل من الموت الى الحياة." (
يوحنا 5:
21-24).
شخصيته لا يوجد من يماثل يسوع فى المحبة والرحمة والكمال. وتعاليمه هى من أنقى وأفضل ما
نطقت به شفاه إنسان. وهو الله الذى تجسد فى صورة إنسان مع الرغم من صعوبة تصور
هذا الأمر.
انتصاره على الموت انه من الحقائق المدهشة فعلا ان يسوع قد
قام من الأموات، وعندما جاء أتباعه
وتلاميذه الى القبر فى صباح الأحد لم يجدوا غير
الأقمطة التى دُفن بها يسوع، أما
يسوع نفسه فقد قام من الأموات. وفى الأسابيع الستة التالية لقيامته ظهر احدى عشر
مرة لما يكثر عن 500 انسان. وعلى إثر ذلك تغيرت حياة المؤمنين به تغيرا جذريا،
ومن يومها بدأت الكنيسة الأولى فى النمو والزيادة باستمرار. ان القبر الفارغ يشهد
على قيامة يسوع من الأموات ويشهد على صحة تعاليمه وأقواله وأفعاله.
هذا المقال منقول من موقع كنيسة الأنبا تكلا
لماذا أتى يسوع؟ يسوع هو الشخص الوحيد الذى قرر بمحض إرادته ان يأتى الى عالمنا هذا متحملا
آلام
الصليب وموته الكفارى لرفع خطايانا ، فقد قال "لان ابن الانسان (يسوع) ايضا لم
يأت ليُخَدم بل ليخدُم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين" (
مرقس 10: 45). وتعد
عملية
الصلب من أبشع عمليات الإعدام، ولقد
تعرض يسوع للجلد ثم حمل الصليب حتى الإعياء،
وعند مكان الصلب قام صالبيه بتسمير يديه ورجليه على خشبة الصليب وتُرك ليموت بهذه
الطريقة المؤلمة. و
الإنجيل يخبرنا ان هذه الآلام لاتُقاس بالآلام الروحية
والنفسية التى لازمت يسوع عندما
حمل على نفسه خطايانا وآثامنا.
لماذا مات يسوع؟ موت يسوع هو
خطة الله لخلاص البشر من خطاياهم وقد أوحى الله بها للأنبياء فى
العهد القديم مثل موسى وداود وأشعياء وغيرهم.
وقد قال يسوع أنه يموت من أجلنا، وهذا يعنى انه مات بدلا عنا، وذلك لأنه يحبنا
ولايريد ان نُعاقب بسبب الخطايا والآثام التى تستحق الموت، وذهاب يسوع للصلب بدلا
عنا يعنى انه صُلب كفارة لأجلنا، وبعد قيامته من الأموات قال لتلميذى من تلاميذه:
"ايها الغبيان والبطيئا القلوب في الايمان بجميع ما تكلم
به الانبياء. أما كان ينبغي ان المسيح يتألم بهذا ويدخل الى مجده، ثم ابتدأ من
موسى ومن جميع الانبياء يفسر لهما الأمور المختصة به في جميع
الكتب" (
لوقا 24:
25-27).
فمن أجل محبته لنا جميعا أسلم ذاته فدية عنا. والفدية هى الثمن الذى يُشترى به
العبد، ليُطلق سراحه فيما بعد، كذلك
المسيح دفع الفدية بدمه على الصليب، لكى
يعتقنا من الخطية والذنب والعبودية والخوف.
الحرية من الخطية وذلك وان كنا نشعر بأننا خطاة أم لا، فاننا فى الحقيقة جميعنا خطاة أمام الله
لأننا كم أخطأنا اليه بالفكر والقول والفعل حيث تعدينا على وصايا الله المقدسة. و
"
أجرة الخطية هى موت" (
رومية 6: 23)، والمقصود هنا هو الموت الروحى أى الإنفصال
التام عن الله الحى، وهى عقوبة نستحقها جميعا. ولكن يسوع تحمل هذه العقوبة عنا
وهكذا نقف أمام الله وكأننا بدون خطية، وذلك على حساب دم يسوع.
الحرية من العبودية قال يسوع: "الحق الحق اقول لكم ان كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية." (
يوحنا 8:
34)، ولقد مات المسيح عنا ليُحررنا من هذه العبودية القاسية، لذلك قال يسوع: "
فان حرركم الابن (أى يسوع) فبالحقيقة تكونون احرارا." (يوحنا 8: 36).
الحرية من الخوف لقد جاء يسوع الى عالمنا لكى "يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت اي
ابليس ويعتق اولئك الذين خوفا من الموت كانوا جميعا كل حياتهم تحت العبودية." (
عبرانيين 2: 14)، فالآن لا نخاف الموت. فالذين حررهم يسوع لا تنتهى حياتهم بالموت بل
ينتقلوا الى ملكوت الله فى السماء. ويسوع الذى حررنا من عبودية الخوف من الموت
قادر ان يحررنا أيضا من كل المخاوف الأخرى.
القدرات الجديدة وعندما ترك يسوع عالمنا هذا ترك لنا
الروح القدس المُعزى، وكل من يسأل يسوع ان
يدخل حياته وقلبه وان يحل فيه بروحه القدوس فهو يستجيب له ويعطيه الحرية والقدرات
التالية:
القدرة على معرفة الله بسبب الخطية، ينشأ حاجز يفصلنا عن الله،
فالكتاب المقدس يقول: "بل آثامكم صارت
فاصلة بينكم وبين الهكم وخطاياكم سترت وجهه عنكم حتى لا يسمع." (
اشعياء 59: 2)،
وعندما
مات يسوع على الصليب تمزق هذا الحاجز بين الله وبيننا حتى انه يمكننا من
خلال يسوع ان نأتى الى الله وتكون لنا معه علاقة حية، بل وأيضا يجعلنا الله من
خلال الإيمان بيسوع أبناءا له. ومن خلال
الروح القدس أى روح الله الحى تكون لنا
ثقة فى الله وهو يساعدنا أيضا على التعمق فى العلاقة مع الله، وهو يعلمنا كيف
نصلى الى الله وكيف نفهم كلمته المقدسة أى الكتاب المقدس.
القدرة على محبة الآخرين يعلمنا
الإنجيل أنه: "نحن نحبه (أى الله) لانه هو احبنا اولا. ان قال احد اني احب
الله وابغض اخاه فهو كاذب. لان من لا يحب اخاه الذي ابصره كيف يقدر ان يحب الله
الذي لم يبصره." (
1 يوحنا 4: 19)، ونحن عندما نرى الصليب نعرف مدى محبة الله لنا،
وعندما يحل الروح القدس فى قلوبنا تحل هذه المحبة أيضا فينا، حتى اننا نصبح
قادرين على محبة الله ومحبة الآخرين أيضا. عندها نصبح قادرين على حياة جديدة
ملؤها المحبة وبعيدة عن التمحور حول الذات ورغباتها وشهواتها.
القدرة على التغيير فهناك من يدّعى انه من المستحيل تغير البشر، ولكن عندما يحل الروح القدس فى حياة
الإنسان فإنه يعطيه القدرة على تغيير حياته للأفضل، فيعلمنا بولس الرسول فى
الإنجيل المقدس ان " ثمر الروح فهو محبة فرح سلام طول اناة لطف صلاح ايمان وداعة
تعفف." (
غلاطية 5: 22)، فهذه الصفات الطيبة تنمو فينا بحلول الروح القدس فينا حتى
ان الخطاة والزوانى والقتلة والمجرمين ومدمني المخدرات والكحوليات وغيرهم يتحولون
الى قديسين بفعل الروح القدس فى حياتهم.
This widget requires Flash Player 9 or better هذا الجاليري يتطلب فلاش بلاير 9 أو أعلى